التعريف ببرنامج القرى الصحية:

برنامج صحي تنموي مجتمعي يديره أفراد المجتمع ويموِّلوه جزئياً. يهدف إلى تقوية وتأهيل أفراد المجتمع لوضع وإنجاز احتياجاتهم وفق الأولويات بما يحقق متطلبات الصحة والتنمية، بحيث يصبح أفراد المجتمع عاملين فعليين والعاملون في الجهات العامة ميسرين وداعمين.

والقرية الصحية هي القرية التي تكون كل مكوناتها صحية (أفراد- بيئة- تنظيمات رسمية- مؤسسات- مزارع- حظائر- مدارس- عادات- تقاليد- أخبار ومعلومات) والتي تستطيع أن تحافظ على هذه الحالة بثبات وتطورها.

تاريخ البرنامج: 

-تبنَّت وزارة الصحة تنفيذ برنامج القرى الصحية مطلع عام 1996 في خمس قرى ضمن ثلاث محافظات كمرحلة تجريبية بهدف تعزيز تطبيق برامج الرعاية الصحية الأولية في المناطق الريفية دعماً للجهود الرامية لبلوغ هدف الصحة للجميع، ثم تم التوسُّع تدريجيا" إثر النجاح الذي حققته قرى المرحلة الأولى ليعمم على كل محافظات القطر.

-في نهاية عام 2003 بلغ مجموع القرى الصحية 352 قرية بعدد السكان قرابة 1.200.000نسمة، في حين بلغ عدد القرى الصحية في عام 2010 (516) قرية صحية وعدد السكان حوالي 3 مليون نسمة.

-توقف عمل البرنامج منذ بداية الحرب في عام 2011 حيث أثرت الحرب على فاعلية المجتمع والافتقار إلى مقومات العمل التنموي (الأمن والأمان) وأصبح عدد القرى خلال الأزمة 196 قرية في المحافظات الآمنة. 

-وفي بدايات عام 2018عاد نشاط العمل المجتمعي من خلال مشروع رعاية الوليد في المنزل بالتشاركية مع برنامج صحة الطفل بهدف خفض نسبة وفيات الولدان، حيث ينفذ حاليا بــ 276 قرية، وبلغ عدد المتطوعات والمشرفات الصحيات المدربات على تنفيذ المشروع (2248) متطوعة

رؤية البرنامج:

الارتقاء بالمجتمع إلى مرحلة "المجتمع الصحي " حيث يتجاوز مفهوم الصحة المفهوم البيولوجي المحدود وصولاً إلى صحة كافة مكونات المجتمع أفراداً وجماعات وعلاقات اجتماعية وتنظيمات رسمية ومؤسسات و.....الخ بحيث يكون الجميع قادراً على المشاركة في عملية التنمية وبالمقابل ثمار التنمية تطال الجميع. " الجميع للتنمية والتنمية للجميع". إنطلاقا من اعتبار أن الصحة  رأس الحربة للتنمية

 رسالة البرنامج:

المشاركة الفاعلة للمجتمع المحلي شرط أساسي لتنفيذ سياسات واستراتيجيات صحية تتميز بالاقتدار والكفاءة وخاصة في ظل إعادة الاعمار  

أهداف البرنامج:

  1. إحداث تنمية اجتماعية اقتصادية شاملة تعتمد بشكل أساسي على مشاركة المواطنين
  2. تعزيز الإنجازات الصحية    
  3.  بناء مؤسسات مجتمع فاعلة يمكنها القيام بكل أعباءالعمل التنموي بصفة مستدامة 
  4. المساهمة في جعل المجتمعات تعيش في جو يسوده الوئام والتناغم الاجتماعي محققا معاني التكامل السلام والعدالة على نحو مستمر.
  5. المساهمة في تحقيق متطلبات التنمية الأساسية.

المبادئ والاستراتيجيات

1-الشمولية : يعتبر البرنامج أن الصحة هي محصلة عمل مشترك بين جميع القطاعات، و أن التنمية الصحية هي جزء من عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما يؤكد على العلاقات والتأثيرات المتبادلة بين الصحة والتنمية والبيئة ، لذا يجب ان يكون لجميع القطاعات دور في البرنامج. (قطاع التعليم ، الزراعة، الادارة المحلية..... الخ)

2- التركيز على الناس و المجتمع المحلي:

يعتمد البرنامج على تقبله من قبل المجتمع وتحمله المسؤوليات المترتبة على تطبيقه، حيث سيختار الناس ويحددون احتياجاتهم بأنفسهم ويعملون على تنفيذ النشاطات والمشاريع التي تحققها، و تقوم الجهات العامة من خلال القطاعات المختلفة بتقديم الدعم الفني و الإداري و المادي.

3- التعاون و التنسيق بين القطاعات :

من أجل توفير الدعم المستمر والمنظم للبرنامج، ويتم ذلك عن طريق تشكيل فرق دعم فني في المستويات المحلية والمتوسطة والمركزية ، تضم ممثلين عن الإدارات و الجهات العامة بما يحقق هذه الغاية.

المبررات الوطنية للبرنامج:

  1. الالتزام السياسي بتحقيق هدف الصحة للجميع، بالتنمية الشاملة ذات المضمون الاجتماعي.
  2. تنظيم المجتمع وتوفر الخبرات الإدارية والتنموية لدى الجهات ذات العلاقة في المستويات المختلفة و تناسب خططها و توجهاتها مع أهداف البرنامج .
  3. الحاجة الى تطوير الخدمات الصحية وتوسيع تغطيتها ووصولها الى جميع القرى وخاصة ذات الاحتياجات الخاصة.
  4. تعميق مفهوم الرعاية الصحية الأولية والاستفادة من طاقات وموارد المجتمع لتحسين الأوضاع الصحية وأنماط الحياة في هذه المناطق.
  5. الخبرة العملية لدى المجتمع بالعمل الشعبي والطوعي وممارسته لانجاز عدة مشاريع اجتماعية و بيئية.

مكونات وعناصر البرنامج

1-المتطلبات الأساسية للتنمية : تتضمن الرعاية الصحية الأولية ، التعليم الأساسي ، الإسكان الصحي ، تموين و سلامة الغذاء ، مياه نظيفة ، صرف صحي و نظافة) و سوف تحدد المجتمعات أولوياتها من ضمن هذه المتطلبات. كما سيقوم المد راء الوطنيين للبرنامج بالتعاون مع المنظمات الشعبية و اللجان بدعم تحقيق المتطلبات حسب الأولوية و تبعا" لاستراتيجيات المذكورة أدناه.

2-الرعاية الذاتية : من خلال مبادئ دليل صحة العائلة الذي يوضح المخاطر الصحية والرعاية المنزلية و حقائق للحياة و تدبير الأمراض البسيطة بلغة مبسطة.َِ

3-المدرسة المجتمعية : هي مدرسة تطبق منهاج الصحة المدرسية العملي الذي وضعته اليونيسيف و منظمة الصحة العالمية وستكون بمثابة رأس الحربة للتنمية. هناك مشاريع صغيرة لحل المشكلات التي تتعلق بالصحة العامة والتنمية يديرها الطلاب ويدعمها المدرسون والعاملون في القطاعات الوسيطة المختلفة الذين سيتلقون تدريبا" خاصا" في هذا المجال ومن مزايا هذا الأمر إيجاد آلاف من المتطوعين والمثقفين الصحيين من فئة الطلاب يساعدون في إيجاد نموذج حياة صحية في المستقبل .

4-مركز المعلومات في القرية : لحفظ المعلومات السكانية والصحية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي يتم جمعها عن القرية من خلال عمل مندوبات الأحياء التطوعي وتحديثها بطريقة منتظمة. بمساعدة فريق مؤلف من قطاعات مختلفة على المستوى الوسيط بالتدريب بهذا الخصوص .

5-أنماط حياة صحية: اجتماع أفراد القرية لمناقشة و تحليل وإيجاد حلول لنماذج الحياة السلبية وتنفيذ هذه الحلول، والعمل على تحليل النماذج الإيجابية و تعزيزها.

6-المنزل الصديق للطفولة: من خلال خلق أساليب إيجابية وعلمية تتعلق بالحوانب الصحية والسلوكية والاجتماعية للتعامل مع الطفل واتخاذ معايير معروفة للناس استناداً لاتفاقية حقوق الطفل. وتوفير بيئة ملائمة للأطفال من النواحي الصحية والاجتماعية والبيئية.

7- تمكين المرأة: تمكين المرأة من خلال المشاركة في أنشطة البرنامج المختلفة في الجوانب المعرفية الصحية وتعزيز التعليم لديهن لما له من انعكاس مباشر على الصحة.

8- دعم وحماية البيئة من خلال التدريب على الاصحاح السليم وتنفيذ أنشطة تتضمن حملات التشجير وتطوير و تطبيق المجتمع لخطط تأمين مياه الشرب و الصرف الصحي و التخلص الآمن من النفايات .

طريقة تنفيذ البرنامج

آ- معايير اختيار القرية الأولى :

و قد وضعت من أجل التركيز على القرى التي تحتاج لتحسين أوضاعها الصحية و العامة أكثر من سواها و التي تتوفر لديها في الوقت ذاته الإمكانيات و الظروف الأفضل لنجاح البرنامج و استمرار يته ، و من أهمها :

  1. افتقار القرية إلى التنمية الصحية و العامة و الخدمات الضرورية الأساسية بشكل واضح.
  2. أن تكون ذات عدد محدود من السكان (1500 -3000) نسمة كي يسهل التعامل مع مشكلاتها و تامين احتياجاتها الأساسية و قيادتها بنجاح من قبل لجنة تنمية القرية .
  3. أن يسود فيها الانسجام و السلام الاجتماعي
  4.  سهولة الوصول إليها بوسائط النقل المتوفرة
  5. أن يعبر سكانها بوضوح و قناعة عن رغبتهم و اهتمامهم بتطوير قريتهم و استعدادهم للعمل و التعاون في سبيل ذلك.
  6. توفر موارد مناسبة يمكن الاستفادة منها في عملية تطوير القرية (مادية و بشرية)
  7. وجود عناصر قيادية نشيطة و ذات تأثير في المجتمع و متحمسة للبرنامج و منهجيته.
  8. أن تتوفر في القرى الحد الأدنى من المؤسسات الخدمية (مدرسة - وحدة صحية - ….)
  9. موافقة السلطات ذات العلاقة على اختيار القرية، لتأمين الدعم اللازم لها مستقبلا.

ب- طريقة اختيار القرية:

  1. القيام بزيارات ميدانية للقرية، و الاجتماع بقياداتها لمناقشة موضوع إدخال البرنامج إليها ، بعد التعرف على واقعها الاجتماعي والاقتصادي.
  2.  أخذ موافقة ممثلي القطاعات و الجهات ذات العلاقة

 التعاون مع القادة المحليين وممثلي السكان لترويج البرنامج بين الناس و توضيح أهدافه وإقناعهم بتبنيه وبيان ما يترتب على ذلك من مهام ومسؤوليات.

ج- تنظيم القرية :

  1. ترقيم المنازل
  2. تقسيمها الى أحياء يضم كل منها 10-15 منزلا"
  3. اختيار شاب و فتاة ممثلين لكل حي
  4. تشكيل هيئة تنمية القرية من ممثلي الأحياء و ممثلين عن المنظمات الشعبية و معلمي المدارس و التنظيم الحزبي و الأشخاص ذوي التأثير في القرية و المتحمسين للعمل العام.
  5. انتخاب لجنة تنمية القرية من بين أعضاء هيئة تنمية القرية ، و من العناصر النشيطة و الفعالة فيها.
  6. تشكيل اللجان التخصصية من الأعضاء التاليين: كلجنة الصحة و لجنة التعليم و الزراعة و البيئة ………….الخ و إحداث لجان فرعية عند اللزوم.
  7. تشكيل فريق قطاعي على مستوى القرية يضم ممثلين عن جميع القطاعات المتواجدة فيها: مثل الصحة - التعليم - البلدية - الزراعة - المياه- الكهرباء - ……. 

تنفيذ البرنامج :

ويتم عبر ثلاث خطوات:

الاولى : تحديد المشكلات و الأولويات في القرية من قبل السكان أنفسهم 

الثانية : تحديد دور المجتمع و الدولة في إنجاز هذه الأولويات ، بوجه عام ويتم بمشاركة كافة القطاعات العامة

الثالثة: تقسيم الأنشطة و المشاريع التي تحقق كل أولوية الى عدة مراحل أو أقسام بحيث :

  1. يقوم مجتمع القرية بتنفيذ بعض هذه الأقسام بامكاناته الذاتية 
  2. و البعض الآخر ينفذ من قبل الدولة كاملا" ، لأنه فوق طاقة المجتمع
  3. و تنفذ أقسام أخرى بالتعاون بين الدولة و المجتمع .